لقد أعجبني هذا المقال في أح المنتديات وأحببت ان تعم الفائدة
أختي الغالية :
لعلي أقتطع من وقتكِ الثمين وأنتِ تقرئين هذه الرسالة والتي ترددت كثيراً في كتابتها حتى أجد الوقت المناسب لديكِ . لكني لما تذكرت حقوقكِ الكثيرة عليّ استعجلت في كتابتها وإرسالها إليكِ قبل أن يحول بيني وبينكِ حائل فلا أستطيع الوفاء بحقكِ .
أختي الغالية :
لو كانت هناك امرأة عمياء ترينها تمشي ، وتخشين أن تقع في حفرة أو نحو ذلك . أكُنْتِ تنقذيها ؟! لا شك أنكِ لا تتحملين رؤية سقوطها وهذا من رجاحة عقلكِ ، وكذلك لو رأيتِ امرأة لا تغيب عن الأسواق كل يوم لا تجد راحتها إلا في هدم وتفريق البيوت تسب هذه وتشتم هذه . هل ستنبهينها على خطئها أم لا ؟! لاشك أن المرأة العاقلة والمتبصرة مثلكِ لا ترضى بمثل هذه الأمور وترى أن هذه غير عاقلة و مُهْلِكة لنفسها ، وقيسيِ على هذا من الأخطاء التي نشاهدها كثيراً ولا نرضاها جميعاً .
أختي الغالية :
وبعد هذا إني أسألكِ : لو أن إنسانة أنقذت امرأة من موت محقق وأنعمت عليها وأنفقت عليها وأسكنتها أحسن المساكن وأركبتها أجمل المراكب وبعد هذا كله تجْحَد نِعَمة صاحبتها عليها وتعصيها وتنكر جميع ما فعلته بها . فماذا تقول صاحبات العقول السليمة في هذه وأمثالها ؟! إني أترك لكِ الجواب .
أختي الغالية :
إن مثل هذه في خطر من عقوبة الله خاصة وأنها تتقلب في نِعَم الله ليل نهار من مأكل ومشرب وصحة وعافية وسلامة من المصائب وغير ذلك ، ثم هي تسخرها في غير طاعته تبارك وتعالى ، وتنكر نعمة الله عليها .
أختي الغالية :
إذا أردتِ أن تري مقدار فضل الله ونعمته عليكِ فزوري المستشفيات فسوف ترين فيها عجباً . هذه تستغيث وهذه تئن من الآلام ، وهذه لا تستطيع إخراج الفضلات إلا بالأنابيب ، وهذه منتفخ بطنها ، وهذه في غيبوبة ، وهذه في شلل رباعي أو نصفي تتمنى أن يرجع إليها ولو بعض صحتها لتتلذذ بمظاهر الدنيا أو لتذهب إلى الأقارب ولكن حال بينها وبين ذلك المرض .
فيا أختي الغالية :
هل تنتظرين أن يَحلّ بكِ مرض يفقدكِ لذة الحياة التي تعيشينها وأنتِ بعيدة عن ذكر الله تعالى وطاعته . وهنا تفقدي لذة الدنيا ونعيم الآخرة ؛ ولذة الدنيا لا تقارن بنعيم الآخرة الذي فيه مالا رأت عين ولا خطر على قلب بشر .
أو هل تنتظرين أن تخطف الملائكة روحكِ من بين أصحابكِ ووالديكِ وأنتِ على تفريطكِ . وهناك لا ينفع ندم ولا قول رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً .
أختي الغالية :
مادمتِ بهذه الصحة والعافية ومادام في العمر مهلة وفسحة ولا ندري إلى متى . فلنتدارك سوياً أعمارنا قبل الفوات ، ولنرجع إلى ربنا ، ولنتب إليه فإن التوبة تمحو ما سبق من الآثام . وتذكري أن النار التي أعدها الله للعاصين لا تتحملها الأجسام .
فهيا أختي إلى جنة الدنيا فإن من دخلها دخل جنة الخلد ، ومن حرمها حرم من جنة الخلد . ألا إن جنة الدنيا محبة الله ورسوله . ألا إن جنة الدنيا طاعة الله ورسوله . ألا إن جنة الدنيا ذكر الله .
وفي الختام :
هذا نصيحة وهي حق من حقوقكِ عليّ ، وأنا على يقين أني وجّهتها إلى الإنسانة المناسبة ، فتقبليها مني بقلب رَحِب كما هي عادتكِ ، وستثمر بإذن الله لكِ نجاحاً وفلاحاً .
منقووول