هل انت عزيزي من أولئك الذين يفعلون كل شيء من اجل ارضاء الآخرين؟
إنه من المستحيل ارضاء كل الناس، فهل تشاطرني الرأي؟
من أين ياتي هذا الوسواس القاهر والمتمثل في حب ارضاء الناس.
هناك بعضا من الناس يمضي جزءا من عمره وحياته وهو مدفوع بوسواس أن يحكم عليه الآخرون بطريقة سلبية، فيعمل كل شيء من أجل ارضائهم حتى وان تطلب الأمر أن يضر نفسه والمهم أن يكون الآخرون عنه راضون وأن يقولون عنه أشياء جميلة.
البعض الآخر على العكس تماما من الفئة الأولى لا يهمهم رأي الناس فيهم بقدر ما يهمهم ما يفكرون هم عن أنفسهم، وهذه الفئة تخضع كل شيء الى معاييرهم الشخصية الذاتية أما معايير الآخرين وحكمهم فلا يكادون يسمعونه أو يولونه أدنى اهتمام.
الفئة الأولى يظنون أنهم على حق ولكنهم سيكتشفون مع مرور الوقت أنها كانت خسارة صافية للجهد والوقت.
إن هؤلاء الناس سيقضون سنين حتى يفهموا في الأخير أنه من المستحيل ارضاء كل الناس وارضاء الناس غاية لا تدرك.
إن الشخص الوحيد الذي يجب ارضاءه هو أنفسنا وهذه ليست أنانية بقدر ما هي تقدير للذات واحترام للنفس.
إن الذي أعنيه هنا هو أن كل فعل أو عمل نقوم به يجب أن يتوافق مع قيمنا الحقيقية وكل فعل أو عمل يجب أن يجعلنا نفخر بانفسنا وهذا هو المهم.
إن كل عمل نأتيه يجب أن يساعدنا على تمتين علاقتنا بانفسنا وتوطيد ثقتنا بأنفسنا.
إن المهم هو أن نرضي أنفسنا وأن نكون على وفاق مع داخليتنا حتى نستطيع ارضاء الآخرين، فعندما تكون العلاقة مع ذاتنا جيدة وممتازة فسينعكس هذا على علاقتنا مع محيطنا وعندها سيرانا الناس كما نحب أن يرانا وستكون انطباعاتهم عنا جميلة لأنها نابعة منا.