منذ فترة تتعالى أصوات تنادي بعجرمة النساء، والتي كان آخرها نداء أحد المشايخ في خطبة الجمعة عندما دعا دعوته المشهورة " اللهم عجرم نسائنا"!
و بالمقابل، تنادي أصوات نسائية بضرورة أن يتكظم الرجال، في إشارة لنموذج المطرب العراقي كاظم الساهر.
وسواء اتفقنا مع هذه الدعوات أواختلفنا معها، إلا أنها إشارة على وجود أزمة بين الأزواج والزوجات في علاقتهما الخاصة مع بعضهما البعض، مما يجعل عملية التجمل للآخر أمراً غير وارد في ثقافة الأسرة، بحجة العيب و الحياء المزيف لدى المرأة في عدم تبرجها لزوجها والتفنن في إرضائه، بينما هي تتبرج في الخارج تبرج الجاهلية الأولى من غير حياء، فأي تناقض هذا الذي نعيشه في غرف نومنا و هو الذي يوشك أن يذيب أواصر الحياة الأسرية ؟!
وأي جاهلية جنسية نعيشها اليوم! وهي البعيدة عن هدي الحبيب محمد – صلى الله عليه وسلم –،الذي حذرأمته من ذلك، فقد روى الطبراني عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: اغسلوا ثيابكم وخذوا من شعوركم واستاكوا وتزينوا وتنظفوا، فإن بني إسرائيل لم يكونوا يفعلون ذلك فزنت نساءهم.
كما نلاحظ أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يبعث عند عودته من السفر من يخبر أهل المدينة بقدومهم ( حتى تمتشط الشعثاء وتستعد المغيبة )
أحببت أن أكتب هذه المقدمة وأنا أدعو الأزواج و الزوجات إلى (التبرج الزوجي) وهو يختلف عن تبرج الجاهلية الأولى و يختلف أيضاً عن تبرج جاهلية القرن الحادي و العشرين، ولكن أريد أن ( تتبرج الزوجة لزوجها، و أن يتجمل الزوج لامرأته) من أجل الاستمتاع في الحياة الزوجية حتى يشبع كل واحد منهما الآخر.
و ليس بالضرورة أن تكون العجرمة و التكظم هو النموذج البديل و لكن الأصل أن يسعى كل من الطرفين إلى أن يتذكر أنه يعيش مع كائن له احتياجات لن يحصل عليها بطريقة شرعية سوى منه، و إلا سيفتح على شريكه أبواب الفضائيات و المواقع الإباحية المجانية و دروب الرذيلة بشتى عناوينها.
فالواقع اليوم لا يرحم، كما صرحت بذلك الكاتبة البريطانية ( فيكس وارد ) في تحقيق صحفي كشف وجود تحالف واضح وقوي بين مجلات المرأة ومجلات الجنس.
و ربما يتمكن الطرفان من إسعاد بعضهما إذا استطاعا أن يفرقا بين مفهوم النضج و الربط بينه و بين الهدوء و الجدية، فقد يكون نضج العلاقة الزوجية في الرجوع للكثير من عبث الطفولة و مرح الشباب مضافاً إليها القليل من إمكانيات مرحلة النضج.
و في النهاية، سنلحظ انه لو اهتم كل طرف بشريكه في أدق التفصيلات التي تسعده فإنه بذلك يتأسى بنموذج إسلامي و ليس بنموذج علماني .
فنحن ندعو لا لعجرمة النساء أو تكظيم الرجال ، بل ندعو "لتفطيم النساء"و"علية الرجال" فتلك هي النماذج التي نجحت في تقديم النموذج المثالي و القدوة الحسنة
للعش الهادئ.(منقول)